
قال عبد الله أوجلان، المسجون منذ 26 عاماً في تركيا، في رسالة مكتوبة بتاريخ 30 كانون الأول/ ديسمبر 2025 “من الضروري أن تؤدي تركيا دوراً تيسيرياً وبنّاء ويركّز على الحوار في هذه العملية (المحادثات بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية الجديدة). هذا أمر بالغ الأهمية من أجل السلام الإقليمي ولتعزيز سلامها الداخلي”.
وجاءت الرسالة التي نقلها الثلاثاء حزب المساواة وديموقراطية الشعوب التركي المؤيد للأكراد عشية انتهاء المهلة لتنفيذ اتفاق أبرم مع السلطات السورية لحسم ملّف منطقة شمال وشمال شرق سوريا.
وتضمّن الاتفاق بنوداً عدّة على رأسها دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في المؤسسات الوطنية بحلول نهاية العام. إلا أن تبايناً في وجهات النظر بين الطرفين حال دون إحراز تقدم في تطبيقه حتى الآن، رغم ضغوط تقودها واشنطن بشكل رئيسي.
وكتب أوجلان أن “المطلب الأساسي الوارد في الاتفاق الموقع في العاشر من آذار/ مارس بين قوات سوريا الديموقراطية وحكومة دمشق هو نموذج سياسي ديموقراطي يتيح للشعوب أن تحكم نفسها معاً. ويتضمن هذا النهج أيضاً قاعدة اندماج ديموقراطي قابلة للتفاوض مع السلطات المركزية. وتطبيق اتفاق 10 آذار/مارس سيسهل هذه الآلية ويسرعها”.
الأكراد يصرون على اللامركزية
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا، تضم أبرز حقول النفط والغاز. وشكّلت قوات سوريا الديموقراطية، ذراعها العسكرية، رأس حربة في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية ” (داعش) وتمكنت بدعم جوي ولوجستي وعسكري من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من دحره من آخر معاقل سيطرته في البلاد عام 2019.
وقال قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي الخميس إنه يبذل كل ما في وسعه لتجنب فشل الاتفاق المبرم مع دمشق. وشدد مجدداً على المطالبة باللامركزية، وهي مسألة رفضتها الحكومة في دمشق بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع التي تولت السلطة في كانون الأول/ديسمبر 2024 بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أكد الاثنين من دمشق على أهمية اندماج قوات سوريا الديموقراطية في صفوف الجيش السوري، وألا تشكّل “عائقاً” أمام وحدة البلاد واستقرارها.
وحذرت أنقرة القوات الكردية في سوريا من أن شركاء قوات سوريا الديموقراطية “بدأوا يفقدون صبرهم”. ودعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي أقامت حكومته علاقات وثيقة مع القيادة الجديدة في دمشق، مراراً إلى دمج القوات الكردية في أسرع وقت ممكن.
وبين عامي 2016 و2019، أطلقت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا ضد المقاتلين الأكراد السوريين وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
Source link



