رفعت الولايات المتحدة وبريطانيا العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع (الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2025) بعد أن اتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا مماثلا قبيل اجتماع الشرع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع المقبل، فيما أكد الاتحاد الأوروبي أنه سيتخذ القرار نفسه.
ويأتي رفع وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة العقوبات المفروضة على الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، قبل أيام من زيارته للبيت الأبيض، في خطوة أعلنتها الوزارة وكانت متوقعة وسط تعاون الشرع مع الولايات المتحدة، وهي تأتي غداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه في تصويت على نص أمريكي.
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي اليوم إن قرار الأمم المتحدة سينعكس في الإجراءات التي سيتخذها التكتل. ورفعت بريطانيا بعض العقوبات عن سوريا في أبريل/نيسان 2025، بينما رفع الاتحاد الأوروبي عقوباته الاقتصادية في مايو/أيار 2025، لكن القيود المتعلقة بالأسلحة والأمن لا تزال سارية.
شطب الشرع وخطاب من قائمة الإرهاب
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ستحذف الشرع ووزير الداخلية السوري أنس حسن خطاب من قائمة الإرهابيين الخاضعين لعقوبات الحكومة. وقال المتحدث تومي بيجوت في بيان إن “اعتماد هذا القرار أرسل إشارة سياسية قوية تعترف بشكل أكبر بانتقال سوريا إلى فصل جديد”.
وكان الشرع مدرجا على القائمة منذ عام 2013.
وقال بيجوت: “تم اتخاذ هذه الإجراءات تقديرا للتقدم الذي أظهرته القيادة السورية بعد رحيل بشار الأسد وأكثر من 50 عاما من القمع تحت نظام الأسد”.
وكان الاثنان، الشرع وخطاب، خاضعين سابقا لعقوبات مالية استهدفت تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، وكانت الولايات المتحدة تضعهما على قائمة الإرهابيين العالميين بشكل خاص.
“حكومة سورية تعمل بجد للوفاء بالتزاماتها”
وأضاف المتحدث أن “هذه الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس الشرع، تعمل بجد لتحديد مكان الأمريكيين المفقودين، والوفاء بالتزاماتها بشأن مكافحة الإرهاب والمخدرات، والتخلص من أي بقايا للأسلحة الكيميائية، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين فضلا عن إجراء عملية سياسية شاملة يقودها السوريون ويملكونها”.
وقبل عام فقط، كان الشرع الملقب حينها بأبي محمد الجولاني، يتزعم هيئة تحرير الشام المنبثقة عن الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وكانت الولايات المتحدة تصنفه “إرهابيا عالميا” وسبق أن رصدت مكافأة مالية لمن يقدّم معلومات عنه.
وقادت هيئة تحرير الشام ومعها فصائل أخرى العملية العسكرية التي أطاحت برئيس النظام السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024.
أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن
ومن المتوقع أن يزور الشرع البيت الأبيض يوم الإثنين، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال البلاد عام 1946. ومن المقرر أن يلتقي ترامب بالشرع في البيت الأبيض أيضا يوم الإثنين في حين تعهد الرئيس دونالد ترامب بمساعدة سوريا.
وعارضت إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، في البداية هذه المبادرات وقصفت سوريا بشكل مكثف منذ سقوط الأسد بهدف إضعاف خصمها التاريخي.
ويحاول ترامب توطيد العلاقات مع الشرع. في حزيران/يونيو، ألغى معظم العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، كما التقى ترامب بالزعيم السوري خلال زيارته للسعودية في مايو/أيار الماضي 2025.
التزام غربي بدعم سوريا ما بعد الأسد
وكان مجلس الأمن الدولي قد رفع العقوبات المفروضة على الشرع وخطاب قبل أمس الخميس. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية “نظل ملتزمين بدعم عملية انتقال سلمية وشاملة يقودها السوريون للمساعدة في بناء مستقبل أفضل لجميع السوريين”.
وطالبت واشنطن مجلس الأمن المكون من 15 عضوا منذ أشهر بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا. وأعلن ترامب عن تحول كبير في السياسة الأمريكية في مايو/أيار 2025 عندما قال إنه سيرفع العقوبات المفروضة على سوريا.
ومنذ الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، أجرى الشرع سلسلة من الزيارات الخارجية في إطار سعي حكومته الانتقالية إلى إعادة بناء علاقات سوريا مع القوى العالمية التي كانت تتجنب دمشق في عهد الأسد.
وفرضت الأمم المتحدة وبريطانيا في 2014 عقوبات على الشرع الذي كان زعيم هيئة تحرير الشام وانتمى في السابق لتنظيم القاعدة، وشملت العقوبات حظر الدخول وتجميد الأصول وحظرا على بيع الأسلحة. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه في 2013. ورفع مجلس الأمن تلك العقوبات أمس الخميس، مشيرا إلى عدم وجود علاقات نشطة حاليا بين هيئة تحرير الشام والقاعدة.
تحرير: خالد سلامة
Source link
