
خاص – في تحول غير مسبوق في تاريخ الاقتصاد السوداني الحديث، تجاوزت أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 أعلى مستوياتها التاريخية، وسط انهيار متسارع في قيمة العملة الوطنية، وتفكك شبه كامل في أدوات السياسة النقدية. الدولار الأمريكي بلغ 3700 جنيه في السوق الموازي، مع تسجيل تعاملات فردية وصلت إلى 3800 جنيه، مقارنة بـ560 جنيهًا ليلة اندلاع الحرب في أبريل 2023، ما يعكس زيادة بنسبة تفوق 560% خلال أقل من ثلاثين شهرًا.
لكن هذا الانهيار لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بما تعنيه من تحولات هيكلية في شكل الاقتصاد السوداني، الذي بات أقرب إلى نموذج “اقتصاد غير نقدي”، حيث لم تعد العملة الوطنية تُستخدم في التسعير أو التداول، وتحولت الأسواق إلى فضاءات غير منظمة تحكمها المضاربة والطلب العشوائي.
الذهب كمصدر تمويل للحرب… وانهيار الثقة في الجنيه
وفقًا لتحليل نشره مركز Chatham House في يونيو 2025 بعنوان Why Gold Is Prolonging Civil War in Sudan، فإن الذهب أصبح المصدر الرئيسي لتمويل طرفي النزاع، حيث تُستخدم شبكات تهريب الذهب عبر الحدود لشراء الأسلحة وتمويل العمليات العسكرية. هذا الاستخدام السياسي للموارد الطبيعية أدى إلى تفكك الثقة في النظام المالي، وغياب أي قدرة للدولة على ضبط السوق أو حماية الجنيه السوداني من الانهيار.
التقرير ذاته يشير إلى أن “القتال على الذهب” سبق اندلاع الحرب، وكان أحد المحركات الأساسية للصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما يعني أن الأزمة النقدية ليست عرضًا جانبيًا للحرب، بل نتيجة مباشرة لتفكك البنية الاقتصادية والسياسية.
تصريحات رسمية تزيد الطين بلة
في تصريحات متداولة لوزير المالية جبريل إبراهيم، أشار إلى أن سعر الدولار قد يصل إلى 10,000 جنيه سوداني، مؤكدًا أن “الاقتصاد لم يصل إلى مرحلة الانهيار”. هذه التصريحات، التي أثارت موجة من الذعر في السوق الموازي، دفعت المضاربين إلى رفع سقف التوقعات، وسط تقديرات بأن الدولار قد يتجاوز حاجز 5000 جنيه قبل منتصف 2026، إذا لم يتم وقف الحرب وإعادة بناء المؤسسات المالية.
لكن هذه التصريحات تتناقض مع تقييمات دولية حديثة، أبرزها تقرير Sudan’s Monetary Collapse and the Rise of Informal Economies الصادر عن Foreign Policy في سبتمبر 2025، والذي وصف السودان بأنه يعيش “اقتصادًا بلا عملة”، حيث يتم تسعير السلع والخدمات بالدولار أو الريال الخليجي، في ظل غياب الثقة بالجنيه السوداني.
من الانهيار النقدي إلى الانكماش الهيكلي
تقرير Africa’s Fragile States – The Economist Intelligence Unit الصادر في أكتوبر 2025، أشار إلى أن السودان يُصنف ضمن الدول التي تواجه “انكماشًا هيكليًا مزدوجًا”، نتيجة لانهيار الإنتاج المحلي، وتوقف الصادرات، وتراجع تحويلات المغتربين بنسبة تجاوزت 70%. كما أن احتياطات النقد الأجنبي انخفضت إلى أقل من 400 مليون دولار، وهو ما لا يكفي لتغطية أسبوعين من الواردات الأساسية.
في ظل هذه المعطيات، لم يعد الجنيه السوداني مجرد عملة ضعيفة، بل رمزًا لانهيار الثقة، وتحول الاقتصاد إلى منظومة غير رسمية، تعتمد على العملات الأجنبية، وشبكات التهريب، والتعاملات النقدية خارج النظام المصرفي.
أسعار بيع العملات مقابل الجنيه السوداني اليوم السبت 25\10\2025م
| العملة | السعر بالجنيه السوداني |
|---|---|
| الدولار الأمريكي | 3700 هناك تعاملات تصل 3800 |
| الريال السعودي | 986.666 |
| الجنيه المصري | 77.86195 |
| الدرهم الإماراتي | 1008.174 |
| اليورو | 4302.325 |
| الجنيه الإسترليني | 4933.3333 |
| الريال القطري | 1016.4835 |
متوسط اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم السبت 25\10\2025م (وقت نشر الخبر)
تنويه \ نظرا لظروف الحرب لم تحدث غالبية البنوك الاسعار منذ 13 ابريل عدا بعضها ونقوم بالتحديث بشكل مباشر والاسعار في السوق الموازي متباينة وغير مستقرة وتختلف بنسبة كبيرة من تاجر لاخر
تنويه \ يختلف سعر الدولار وبقية اسعار العملات من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباه والاسعار قابلة للتغيير
Source link


