
أعلنت إسرائيل اليوم السبت (8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) أن الجثمان الذي تسلّمته من حركة حماس عبر الصليب الأحمر الدولي الجمعة، يعود إلى رهينة إسرائيلي أرجنتيني يدعى ليؤور رودايف قتل يوم هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مشيرة إلى أنها أعادت في المقابل جثامين 15 فلسطينياً.
وبعد تسلّم جثمان رودايف، تتبقى في قطاع غزة خمسة جثامين تعود لثلاثة إسرائيليين وتايلاندي خطفوا في هجوم العام 2023 الذي أطلق شرارة الحرب الأخيرة، وجندي إسرائيلي قتل أثناء المعارك في حرب 2014.
وتأتي إعادة الجثامين بموجب بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسري في غزة منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر بضغط أميركي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان السبت (8 نوفمبر/تشرين الثاني 2025) إنه “بعد استكمال إجراءات التشخيص في المعهد الوطني للطب الشرعي بالتعاون مع شرطة إسرائيل والحاخامية العسكرية”، أبلغت عائلة ليؤور رودايف بأن “جثمانه أعيد إلى إسرائيل ليوارى الثرى”.
وصول جثامين فلسطينية إلى غزة
وفي غزة، أعلن مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب القطاع “وصول جثامين 15 شهيداً من أبناء قطاع غزة الذين كانوا محتجزين لدى الاحتلال”، موضحا أنّها نُقلت عبر الصليب الأحمر الدولي وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينصّ على تسليم إسرائيل 15 جثماناً لفلسطينيين قُتلوا منذ اندلاع الحرب مقابل كل جثمان إسرائيلي يُعاد من قبل حماس.
كان ليؤور رودايف، البالغ 61 عاما، يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأرجنتينية ويعمل سائق إسعاف متطوّعا. وقُتل مع أربعة آخرين في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في كيبوتس نير اسحق المحاذي لغزة في اشتباكات مع مقاتلين من حماس. ونُقل جثمانه في ذلك اليوم إلى داخل غزة، وأعلنت السلطات الإسرائيلية وفاته رسميا في أيار/مايو 2024.
تحديد هوية 89 جثماناً فلسطينياً
مع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، كانت حماس تحتجز 48 رهينة في غزة، هم عشرون أحياء و28 لقوا حتفهم، من أصل 251 خطفوا يوم هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ورحب منتدى عائلات الرهائن باستعادة الجثمان، معتبراً أنه “رغم الألم، فإن ذلك يجلب بعض الراحة لعائلة عاشت أكثر من عامين من عدم اليقين والقلق”. وشدد على “أننا لن نستكين إلى حين عودة آخر رهينة”.
ورغم التوترات المتكرّرة، ما زالت الهدنة قائمة في القطاع. وسبق أن اتهمت اسرائيل حماس بالتباطؤ في إعادة رفات الرهائن المتوفين، في حين تعزو الحركة بطء هذه العملية إلى أن جثثاً كثيرة دفنت تحت ركام المباني المدمرة في القطاع حيث لا تتوافر المعدات الثقيلة المطلوبة لانتشالها.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أفرجت حماس عن 20 رهينة أحياء مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو ألفي أسير فلسطيني، كما أعادت حتى الآن 23 من أصل 28 جثمان رهينة ما زالت في غزة: 20 إسرائيلياً ونيبالياً وتنزانيّاً وتايلاندياً.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة السبت إن من بين جثامين 300 فلسطيني تسلّمتها في إطار التبادل مع إسرائيل مقابل 20 جثمانا لإسرائيليين، تمكّن الأطباء حتى الآن من تحديد هوية 89 فقط. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 69 ألف فلسطيني قتلوا في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس حتي الآن.
وتعود أحدث قفزة في عدد الوفيات إلى انتشال المزيد من الجثامين من تحت الأنقاض منذ إعلان وقف إطلاق النار في القطاع المدمر وأيضاً بسبب تحديد هوية الجثامين التي لم يتم تعريفها سابقاً.
قتيل وجريح في غزة
قال مسعفون في قطاع غزة إن فلسطينياً قتل بنيران إسرائيلية وأصيب آخر اليوم السبت، في ظل وقف إطلاق النار الهش بين حركة حماس وإسرائيل. وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن القتيل لقي حتفه بنيران القوات الإسرائيلية شرقي مخيم البريج للاجئين وسط غزة. أما المصاب، فقال أفراد من الدفاع المدني إنه تعرض لإطلاق نار من قوات إسرائيلية في غرب خان يونس جنوب القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار بعد أن اجتاز مسلحان الخط الأصفر، وهو خط فاصل متفق عليه تم سحب القوات الإسرائيلية إليه، واقتربا من الجنود العاملين في شمال قطاع غزة، “مما شكل تهديداً وشيكاً لهم”.
وذكر الجيش أنه في حادث منفصل في جنوب القطاع، عبر أحد المسلحين الخط الأصفر واقترب من الجنود “مما شكل تهديداً فورياً لهم”.
غارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان
إلى ذلك، قتل ثلاثة مواطنين وأصيب 11 آخرون في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان اليوم السبت.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن “غارة إسرائيلية على سيارة في برعشيت قضاء بنت جبيل أدت إلى استشهاد مواطن وإصابة أربعة بجروح”.
وقتل مواطنان في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة راشيا الوادي في البقاع شرق لبنان. وكان سبعة مواطنين أصيبوا بجروح جراء غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية صباح اليوم على سيارة في مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان، وفق مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة.
واعلن الجيش الإسرائيلي من جهته، أنه قضى خلال الضربة على “عنصرين إرهابيين من تنظيم +السرايا اللبنانية+ الذي يعمل بتوجيه من حزب الله”. وقال الجيش إنهما “تورطا بتهريب وسائل قتالية استخدمها حزب الله”.
ولاحقاً، أوضح الجيش الإسرائيلي أنه قتل “في منطقة برعشيت إرهابياً ضالعاً في محاولة لإعادة إعمار بنى تحتية عسكرية لحزب الله”، وأكد في بيان أنه “سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل”.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ “منظمة إرهابية”.
تحرير: عماد حسن



