أخبار العالم

عراقيات يترشحن لمجلس النواب .. آمال كبيرة وإمكانيات محدودة – DW – 2025/11/9

“لا يوجد أي تكافؤ في الدعاية الانتخابية، شخصياً كمرشحة للمرة الأولى ليس لدي المال الكافي لطبع بوسترات إعلانية وتعليقها في الشارع”، هذا ما قالته لـ DW عربية المرشحة لانتخابات البرلمان العراقي عن “كتلة منقذون”، وفاء عبد الجبار السامرائي.

يترأس “كتلة منقذون” محمد توفيق علاوي وهو سياسي عراقي شغل منصب وزير الاتصالات، وكُلّف بتشكيل الحكومة عام 2020، لكنه اعتذر. استهل محمد توفيق علاوي مسيرته السياسية بخلفية إسلامية، ثم تحول إلى التوجه العلماني ودعم الدولة المدنية في العراق.

برنامج انتخابي عام وآخر خاص

تقول وفاء عبد الجبار السامرائي التي احتلت التسلسل 12 ضمن القائمة لـ DW عربية: “دعايتنا الانتخابية كانت بسيطة ومحدودة جداً، ولكننا نؤمن بأننا نبذل الجهد من أجل إيصال رؤيتنا للمرحلة المقبلة من خلال التواصل المباشر مع الجماهير. عقدنا مؤتمراً قبل أيام وتحدثنا من خلاله عن برنامجنا الانتخابي العام والمشروع الانتخابي لكل مرشح. شخصياً، أرى بأن المشروع الانتخابي لأي مرشح يجب أن ينطلق من تخصصه”.

وأوضحت كاشفة عن خلفيتها العلمية ومسيرتها الوظيفية: “أعمل في مجال الآثار، حيث كنت أشغل منصب مديرة قسم الأدلاء والإرشاد في المتحف العراقي، لذلك يتمحور برنامجي الانتخابي حول ملف الآثار في العراق. نحن نملك 15 ألف موقع أثري غير منقّب حتى الآن، إضافة إلى امتلاك عشرات المدن الأثرية، ونسبة التنقيب فيها لا تتجاوز 10% فقط. لا أتردد في القول إن الخزين الأثري في العراق يفوق خزين النفط، وعائدات الآثار تمثل ثروة حقيقية إذا ما تمكّنا فعلياً من استثمارها. حينها سنستطيع تحقيق عائدات كبيرة، وفتح سوق استثماري جديد يوفر فرص عمل لآلاف الشباب”.

الترشح والفوز وسيلة لغاية

وتوجه اليوم الأحد (التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2025) مليون و313 ألفاً و980 ناخباً عراقياً إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الاقتراع الخاص بقوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وقوات البيشمركة الكردية والحشد الشعبي والنازحين في مستهل عملية انتخابية تنطلق يوم الثلاثاء القادم لانتخاب الدورة السادسة للبرلمان العراقي الجديد بمشاركة 21 مليوناً و404 آلاف و291 ناخباً في التصويت الخاص والعام.

وأضافت وفاء عبد الجبار السامرائي: “لا أعوّل مطلقاً على الفوز في الانتخابات، ولكن كل شيء جائز. المهم هو تحقيق الهدف من الترشح: توجيه الأنظار إلى الآثار العراقية والتعريف بها. والهدف الأساسي من الترشح هو امتلاك السلطة التي تجعلني قادرة على منح ملف الآثار الاهتمام اللازم، ومن ثم وضع الخطط اللازمة لاستثماره. إذا فعلنا ذلك، يستطيع العراق امتلاك عشرة متاحف أو أكثر”.

التواصل المباشر مع الجماهير

ولم تختلف رؤية المرشحة للمرة الأولى عن تحالف “قوى الدولة” المحامية أمل جاسم الفرطوسي كثيراً عن رؤية وفاء عبد الجبار السامرائي؛ إذ قالت لـ DW عربية: “بصراحة، تكافؤ الفرص في الحملات الانتخابية ليس دائماً متحققاً بشكل كامل، فهناك تباين في الإمكانات بين المرشحين. لكن في تحالف قوى الدولة، نعمل على تقليص هذا التفاوت من خلال الدعم المعنوي وتنظيم الجهود المشتركة. شخصياً، اعتمدت على الجهد الذاتي وعلى دعم من آمنوا بمشروعي، لأن الحملة بالنسبة لي ليست مسألة تمويل فقط، بل مسألة تواصل حقيقي مع الناس وإيمان بالرسالة”.

يتزعم تحالف “قوى الدولة” عمار الحكيم، وهو حفيد آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، الذي كان مرجعاً أعلى للشيعة في العالم من عام 1955 حتى وفاته في عام 1970. هذه الخلفية منحت عمار الحكيم مكانة دينية واجتماعية كبيرة في المجتمع العراقي المتدين.

وبينت المحامية أمل جاسم الفرطوسي: “التحالف قدّم لنا دعماً تنظيمياً واستشارياً أكثر من كونه دعماً مادياً، من خلال اللقاءات وورش العمل التي ركزت على آليات التواصل مع الجمهور، وكيفية إدارة الحملة الانتخابية باحترافية. كما تم نقل خبرات من مرشحين سابقين خاضوا تجارب ناجحة، واستفدت منها كثيراً في بناء خطتي الإعلامية والتواصلية”.

ومنذ ساعات صباح السبت (الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2025)، ساد الصمت الانتخابي وتوقفت بشكل تام جميع وسائل الدعاية الانتخابية حيث يحظر خلالها ممارسة الأنشطة الدعائية للمرشحين. وبحسب تعليمات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، سيتم خلال فترة الصمت الانتخابي التوقف عن أي عمل يندرج تحت الترويج للمرشح أو الحزب من أجل كسب تأييد الجمهور. كما طالبت المفوضية وسائل الإعلام بالتركيز خلال فترة الصمت الانتخابي على تثقيف الناخبين بأهمية المشاركة في الانتخابات، لأن الصمت يهدف إلى توفير أجواء الحياة والهدوء للناخبين وتوعيتهم.

وأضافت المحامية أمل جاسم الفرطوسي: “اعتمدت على التواصل المباشر مع الناس من خلال الزيارات الميدانية واللقاءات الشعبية، لأنني أؤمن أن الإصغاء لهم أهم من أي إعلان. إضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مدروسة لإيصال الرسالة بشكل بسيط وواضح. أركز دائماً على الصدق والشفافية، لأن الناخب اليوم واعٍ ويميز بين الشعارات الحقيقية والمجردة”.

ورداً على سؤال لـ DW عربية حول هدفها من الترشح للانتخابات، قالت أمل جاسم الفرطوسي: “هدفي الأساسي هو أن أكون صوتاً حقيقياً للناس الذين لم يجدوا من يمثّلهم بصدق. أطمح للمساهمة في إصلاح القوانين التي تمس حياة المواطنين، خصوصاً ما يتعلق بالخريجين، والعدالة الاجتماعية، وتمكين المرأة. أريد أن أثبت أن السياسة يمكن أن تكون أداة بناء، لا وسيلة للجدل والمصالح”.

كيف أثرت التغيرات السياسية الأخيرة على طقوس “عاشوراء”؟

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

تضاعف عدد المرشحات مقارنة بالانتخابات السابقة

تشهد الانتخابات الجارية لعام 2025 زيادة واضحة في عدد المرشحات مقارنة بالدورات السابقة، حيث بلغ عددهن 2252 مرشحة، بينما لم يتجاوز عدد المرشحات في انتخابات عام 2021 الـ 900 مرشحة فقط، بفارق كبير يصل إلى 1352 مرشحة، حسب إحصائية زوّدت بها DW عربية من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق.

وقالت نائب المتحدث الرسمي للمفوضية وعضو فريق دعم المرأة الانتخابي، نبراس أبو سودة، لـ DW: “لم تتغير الإجراءات الفنية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات منذ عام 2021، إلا أن ما تغيّر فعلياً هو النظام الانتخابي. ففي انتخابات عام 2021، تم اعتماد قانون رقم 9 لسنة 2020، بينما نُفذت انتخابات 2023 الخاصة بمجالس المحافظات، والانتخابات الحالية لعام 2025، وفق قانون رقم 4 لسنة 2023، وهو التعديل الثالث لقانون رقم 12 لسنة 2018. وقد أسهم هذا القانون، الذي نصّ على مشاركة النساء بما لا يقل عن 25% في الترشح والتمثيل، في المحافظة على نسبة النساء في العملية السياسية ولو بالحد الأدنى، وساهم بشكل كبير في توسيع نطاق مشاركتهن في الانتخابات”.

وأضافت أبو سودة: “أسهم الوعي السياسي المتنامي لدى النساء بضرورة وجودهن في العملية السياسية، من خلال الجهود المدنية الداعية إلى ضرورة التوازن السياسي، في التأثير على الأحزاب لزيادة نسبة المشاركة النسوية. فضلاً عن الاستقرار الأمني، حرصت المفوضية على توقيع مدونات سلوك مع الأحزاب السياسية، ومذكرات تفاهم مع المؤسسات الأمنية والقضائية، لتهيئة بيئة انتخابية أكثر أماناً وتشجيعاً للنساء، وضمان سرعة التعامل مع أي خروقات أو تحديات تواجه المرشحات خلال فترة الترشح”.

على كل حال، يشعر عدد كبير من الناخبين بخيبة أمل من التجربة الديمقراطية العراقية التي مضى عليها 20 عاماً، قائلين إنها لم تجلب سوى الفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة، بينما يتقاسم السياسيون والأحزاب والجماعات المسلحة غنائم الثروة النفطية الهائلة وتوزع الوظائف على الموالين.

وتقل أعمار ما يقرب من 40 بالمئة من المرشحين المسجلين عن 40 عاماً، مما يسلط الضوء على محاولات الجيل الجديد لتحدي الهيمنة السياسية لشبكات السلطة القديمة.

تحرير: خالد سلامة




Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى