
على وقع تحذيرات أرسلتها إلى ما وصفتها “قوى خارجية” داعمة لتايوان، بدأت الصين الاثنين (28 ديسمبر / كانون الأول 2025)، مناورات عسكرية “كبيرة” حول تايوان. وذكر بيان صادر عن القيادة الشرقية لجيش التحرير الشعبي أن الجيش الصيني “يستخدم مدمرات وفرقاطات ومقاتلات وقاذفات وطائرات مسيّرة” في التدريبات التي تشمل “تدريبات بالذخيرة الحية على أهداف بحرية شمال تايوان وجنوب غربها”. كما اعتبر البيان أن التدريبات “تحذير شديد اللهجة ضد القوى الانفصالية المطالبة بـ+استقلال تايوان+، وهي إجراء مشروع وضروري لحماية سيادة الصين ووحدتها الوطنية”.
في ذات الوقت قال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان خلال المؤتمر الصحافي الدوري إن أيّ محاولة لمنع الصين من “ضمّ تايوان إلى البرّ الرئيسي ستبوء بالفشل”. وأضاف إن “القوى الخارجية التي تسعى إلى استغلال تايوان وتسليحها لاحتواء الصين، لن تقوم سوى بتعزيز الغطرسة المؤيّدة للاستقلال ودفع مضيق تايوان إلى وضع خطِر لحرب وشيكة”. وشدد لين جيان أن “أيّ خطّة مشؤومة لعرقلة إعادة التوحيد ستبوء بالفشل”.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها، وطالما هددت باستعادتها بالقوة العسكرية إن لزم الأمر.
“ترهيب عسكري”
في المقابل، دانت تايوان المناورات بشدة، واصفة إياها بـ “الترهيب العسكري” ضد “الدول المجاورة”، وفقاً لما جاء في بيان مكتب الرئاسة. وردت بنشر “قوات مناسبة”. وقد أعلن الجيش التايواني الاثنين في بيان قال فيه: “أُنشىء مركز استجابة، ونشرت قوات مناسبة”، مضيفاً أن قواته المسلحة “نفّذت تمرين استجابة سريعة”. كما قال خفر السواحل التايوانيون إنهم رصدوا أربع سفن تابعة لخفر السواحل الصينيين قرب مياه الجزيرة، وأوضحوا أنها كانت “تبحر قرب المياه قبالة السواحل الشمالية والشرقية لتايوان”. وتابعوا أن “سفناً كبيرة استُنفرت (..) في المناطق ذات الصلة” و”أُرسلت وحدات دعم إضافية”.
اليابان تدخل على خط التوتر
وتأتي التحركات الصينية في سياق تطورات متصاعدة، إذ تم إبرام صفقة بيع أسلحة أميركية جديدة لتايبيه في منتصف كانون الأول/ديسمبر، قدرت بحجم 11,1 مليار دولار هي الثانية منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة.
وقبل ذلك أدلت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بتصريحات أمام البرلمان، ألمحت فيها إلى إمكانية التدخل العسكري لبلادها في حال تم “استخدام القوة” ضد تايوان. وردّت بكين بغضب مطالبة تاكايتشي بسحب تصريحها، كما استدعت السفير الياباني، وحضّت مواطنيها على تجنب السفر إلى اليابان، وفي ذات السياق تأثرت فعاليات ثقافية يابانية مختلفة في الصين.
وتعود آخر تدريبات تضمنت مناورات بالذخيرة الحية حول تايوان إلى نيسان/أبريل، وكانت ضمن مناورات غير معلنة دانتها تايبيه.
Source link



