اخبار السودان

توقف شبه كامل لماكينات غسيل الكلى في مستشفى الضعين بشرق دارفور

أعلنت مديرة مركز غسيل الكلى بمستشفى الضعين في ولاية شرق دارفور، أماني صغيرون، أن المركز يواجه أزمة تشغيلية حادة بعد توقف خمس من أصل ست ماكينات غسيل كلى عن العمل، حيث لم تبقَ سوى آلة واحدة تعمل بكفاءة. التصريح الذي أدلت به يوم السبت يعكس حجم التحديات التي تواجه المرفق الطبي الحيوي، في ظل نقص حاد في الموارد الأساسية. وأوضحت صغيرون أن استمرار الخدمة بات يعتمد على جهود فردية من أسر المرضى، الذين يتكفلون بتوفير الوقود اللازم لتشغيل مولد الكهرباء، إلى جانب تأمين الأدوية المطلوبة لإجراء جلسات الغسيل، ما يضع عبئًا إضافيًا على العائلات في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة.

تحويل الحالات

في ظل تعطل الأجهزة، اضطر المركز إلى تحويل أكثر من عشرين حالة مرضية إلى مستشفى نيالا، بحسب ما أفادت به صغيرون، مشيرة إلى أن مركز الضعين كان يستقبل ما بين ثلاثين إلى أربعين حالة أسبوعيًا قبل التوقف. هذا التحويل القسري يأتي في وقت يعاني فيه مستشفى نيالا من تحديات مماثلة، ما يفاقم من الضغط على النظام الصحي المحلي ويعرض حياة المرضى للخطر. وأكدت صغيرون أن الوضع الراهن لا يسمح باستيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، خاصة في ظل غياب الدعم المؤسسي وغياب خطة طوارئ واضحة لتأمين استمرارية الخدمات الطبية في المناطق النائية.

وفيات مؤكدة

تدهور الخدمات في مركز غسيل الكلى بالضعين أدى إلى وفاة اثنين من المرضى، وفقًا لما أفاد به أحد أقارب الضحايا لـ”دارفور24″. وأوضح أن عمر عبد الله وفاطمة أحمد آدم، وكلاهما من سكان محلية بحر العرب، فارقا الحياة نتيجة لانقطاع الكهرباء وعدم توفر الأدوية اللازمة داخل المركز. هذه الحوادث تسلط الضوء على هشاشة البنية التحتية الصحية في شرق دارفور، وتكشف عن فجوة خطيرة في الاستجابة الطبية، خصوصًا في المرافق التي تعتمد على معدات حيوية مثل أجهزة غسيل الكلى، والتي لا تحتمل أي توقف في التشغيل.

خلفية القصف

الظروف الحالية في مركز غسيل الكلى تعود جزئيًا إلى الأضرار التي لحقت به جراء غارة جوية استهدفت مستشفى الضعين التعليمي في العام الماضي، ما أدى إلى تدمير جزئي للمركز. ورغم أن منظمة “الايت” قامت بصيانته في مارس الماضي، إلا أن الإصلاحات لم تكن كافية لاستعادة قدرته التشغيلية الكاملة. هذا التاريخ من الاستهداف العسكري للمرافق الصحية يضيف بعدًا أمنيًا إلى الأزمة الطبية، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرة المنظمات الإنسانية على تأمين استدامة الخدمات في بيئات غير مستقرة. ويظل مركز غسيل الكلى في الضعين نموذجًا صارخًا لتحديات الرعاية الصحية في مناطق النزاع، حيث تتداخل الأزمات اللوجستية والتمويلية مع المخاطر الأمنية لتشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المرضى.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى