
في خطوة تهدف إلى إنقاذ موسم يوفنتوس المتعثر وإعادة الاستقرار إلى دكة البدلاء، أعلن النادي الإيطالي العريق تعاقده مع المدرب المخضرم لوتشيانو سباليتي، المدير الفني السابق لمنتخب إيطاليا، ليتولى قيادة الفريق حتى نهاية الموسم، خلفًا للكرواتي إيغور تيودور الذي أنهى النادي علاقته به بعد سلسلة من النتائج السلبية.
تعيين رسمي
أكد نادي يوفنتوس، أحد أبرز أندية دوري الدرجة الأولى الإيطالي، في بيان رسمي تعاقده مع لوتشيانو سباليتي لتولي منصب المدير الفني للفريق الأول حتى 30 يونيو 2026. وجاء في البيان أن النادي يرحب بانضمام سباليتي إلى “عائلة يوفنتوس”، مشيدًا بخبرته الطويلة في الملاعب الإيطالية والأوروبية. ويأتي هذا التعيين في أعقاب قرار الانفصال عن المدرب الكرواتي إيغور تيودور، الذي غادر منصبه يوم الاثنين الماضي بعد سلسلة من ثماني مباريات متتالية دون تحقيق أي فوز في مختلف المسابقات، ما دفع إدارة النادي إلى التحرك سريعًا لإعادة التوازن الفني للفريق.
نهاية تيودور
تولى إيغور تيودور قيادة يوفنتوس في مارس الماضي خلفًا للإيطالي تياغو موتا، ليصبح أول مدرب أجنبي يتولى تدريب الفريق منذ الفرنسي ديدييه ديشان في موسم 2006-2007. وعلى الرغم من نجاحه في قيادة الفريق إلى المركز الرابع في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، وضمان التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، فإن النتائج الأخيرة لم تكن على مستوى التطلعات. فمنذ منتصف سبتمبر، فشل الفريق في تحقيق أي انتصار، مكتفيًا بخمسة تعادلات تلتها ثلاث هزائم متتالية، ما أدى إلى اتخاذ قرار الإقالة. وفي ظل هذا التراجع، تولى ماسيميليانو برامبيلا المسؤولية الفنية مؤقتًا، ونجح في قيادة الفريق لتحقيق فوز مهم على أودينيزي بنتيجة 3-1.
سجل سباليتي
يُعد لوتشيانو سباليتي، البالغ من العمر 66 عامًا، أحد أبرز الأسماء في عالم التدريب الإيطالي، ويمتلك سجلًا حافلًا مع عدد من الأندية الكبرى. وحقق سباليتي إنجازًا تاريخيًا مع نادي نابولي في عام 2023، حين قاده إلى التتويج بلقب الدوري الإيطالي للمرة الأولى منذ 33 عامًا، بعد مسيرة تدريبية شملت أندية مرموقة مثل روما وإنتر ميلان وزينيت سان بطرسبرج الروسي، الذي أمضى معه خمسة مواسم ناجحة. ويُنظر إلى سباليتي كمدرب يتمتع بقدرات تكتيكية عالية وخبرة واسعة في إدارة الفرق تحت الضغط، ما يجعله خيارًا منطقيًا لقيادة يوفنتوس في هذه المرحلة الحرجة.
تجربة المنتخب
في عام 2023، تولى سباليتي تدريب المنتخب الإيطالي، وقاده إلى نهائيات بطولة أوروبا 2024، حيث خرج من دور الستة عشر بعد خسارته أمام منتخب سويسرا بهدفين دون رد. وعلى الرغم من التأهل إلى البطولة القارية، فإن أداء المنتخب في تصفيات كأس العالم 2026 لم يرق إلى مستوى التوقعات، ما أدى إلى إقالته في يونيو الماضي بعد أقل من عامين على توليه المنصب. وتُعد هذه التجربة الدولية محطة مهمة في مسيرة سباليتي، رغم أنها لم تثمر عن نتائج بارزة، إلا أنها أضافت إلى رصيده خبرة التعامل مع المنتخبات الوطنية، وهو ما قد يُسهم في تعزيز قدرته على إدارة غرفة الملابس في نادٍ بحجم يوفنتوس.
تحديات قادمة
تنتظر سباليتي مهمة شاقة تتمثل في إعادة بناء الثقة داخل الفريق، وتحسين الأداء الفني في ظل ضغط جماهيري وإعلامي متزايد. ومع تبقي عدة جولات حاسمة في الدوري المحلي، إضافة إلى استحقاقات أوروبية مرتقبة، سيكون على المدرب الجديد إثبات قدرته على إعادة يوفنتوس إلى سكة الانتصارات، واستعادة الهيبة التي فقدها الفريق في الأسابيع الأخيرة. ويأمل أنصار “السيدة العجوز” أن يكون التعاقد مع سباليتي بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والنتائج الإيجابية، تعيد النادي إلى موقعه الطبيعي في صدارة الكرة الإيطالية.
Source link


