
قالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس الثلاثاء (30 ديسمبر/كانون الأول 2025) إنها تدقق في حالات هجرة تتضمن مواطنين أمريكيين من أصول صومالية للكشف عن الاحتيال الذي قد يؤدي إلى سحب الجنسية.
وقالت تريشا مكلوجلين مساعدة وزيرة الأمن الداخلي في بيان نقلته شبكة فوكس نيوز أولا وأعاد البيت الأبيض نشره على وسائل التواصل الاجتماعي “بموجب القانون الأمريكي، إذا حصل شخص على الجنسية بواسطة الاحتيال، فإن ذلك يكون سبباً لسحب الجنسية”.
إجراء نادر قد يستغرق سنوات
وحالات سحب الجنسية نادرة وقد تستغرق سنوات، وبحسب مركز الموارد القانونية للمهاجرين تم النظر في حوالي 11 قضية سنوياً بين عامي 1990 و2017.
ومنذ تولى ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني 2025، اتبع سياسة متشددة حيال الهجرة تضمنت حملة ترحيل شرسة وإلغاء للتأشيرات وبطاقات الإقامة الدائمة والتدقيق في منشورات المهاجرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
واستغلت إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة فضيحة احتيال واسعة النطاق في مجال المساعدات العامة لتنفيذ حملات مداهمة للمهاجرين وتشديد سياساتها ضد الجالية الصومالية المهاجرة الكبيرة في مينيسوتا. ووُجهت اتهامات فيدرالية إلى 98 شخصًا بتهمة اختلاس أموال عامة، وكما أكدت المدعية العامة بام بوندي، فإن 85 من المتهمين من أصول صومالية.
وقد أُدين 57 شخصًا بالفعل في قضية اختلاس 300 مليون دولار من المنح العامة المخصصة لتوزيع وجبات مجانية على الأطفال، إلا أن هذه الوجبات لم تُقدم أصلًا، وفقًا لما ذكره المدعون. وكتب نائب الرئيس جيه دي فانس على موقع X: “ما يحدث في مينيسوتا هو نموذج مصغر للاحتيال في مجال الهجرة في نظامنا”.
تنديد حقوقي
وتندد جماعات الدفاع عن حقوق الإنسان بسياسات ترامب، وتقول إنها تؤدي للتضييق على حقوق مثل الإجراءات القانونية الواجبة وحرية التعبير. ويقول ترامب وحلفاؤه إن هذه السياسات تهدف إلى تعزيز الأمن الداخلي.
وصور مسؤولون اتحاديون في الأسابيع القليلة الماضية أصحاب الأصول الصومالية في ولاية مينيسوتا على أنهم بؤرة لاحتيال طال ملايين الدولارات المخصصة للخدمات الاجتماعية على المستوى الاتحادي. ويقول المدافعون عن حقوق المهاجرين إن الإدارة تستغل التحقيقات في الاحتيال ذريعة لاستهداف المهاجرين الصوماليين على نطاق أوسع.
“أجانب غير شرعيين”
وكان توم هومان، مسؤول الحدود في البيت الأبيض، دافع يوم الأحد السابع من ديسمبر/كانون الأول 2025 عن حملة الرئيس دونالد ترامب لمكافحة الهجرة في ولاية مينيسوتا، قائلاً إن الولاية تضم جالية صومالية كبيرة غير شرعية على الرغم من تصريحات المسؤولين المحليين بأن الغالبية العظمى من الصوماليين بالولايات المتحدة هم مواطنون أمريكيون.
ونفى هومان أن تكون وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية قد كثفت حملة الترحيل في منطقة مينيابوليس- سانت بول رداً على تصريحات ترامب الأسبوع السابق حول المهاجرين الصوماليين الذين وصفهم الرئيس “بالقمامة” الذين يجب إبعادهم من البلاد. وقال هومان إن موظفي الوكالة لا يستهدفون الأشخاص بناء على مظهرهم. ومضى يقول في تصريح لشبكة (سي.إن.إن): “لست على علم بما كان يفكر فيه الرئيس ترامب عندما قال ذلك. لكنني أتفق مع الرئيس ترامب. فمنذ اليوم الأول، قال إننا نركز على تهديدات السلامة العامة وتهديدات الأمن القومي”.
وأضاف: “نحن نعلم أيضاً أن هناك جالية صومالية كبيرة غير شرعية هناك، وأن هناك جالية كبيرة من الأجانب غير الشرعيين هناك”، دون أن يقدم أدلة. وأوضح قائلاً: “سنقوم باعتقال كل أجنبي غير شرعي نجده هناك.”
إلهان عمر تدخل على الخط
وكررت النائبة الأمريكية إلهان عمر، العضو الأكثر شهرة في الجالية الصومالية في مينيسوتا والتي هاجمها ترامب، انتقادها لتعليقات الرئيس حول الصوماليين.
وقالت عمر في تصريح لشبكة (سي.بي.إس): “إنه أمر مثير للاشمئزاز تماما”، مكررة بذلك تعليقاتها التي أدلت بها لرويترز في وقت سابق من ذلك الأسبوع. “من ينعتهم بالقمامة هم أمريكيون، ونشعر أن لديه هوساً غير صحي تجاه الجالية الصومالية، وهوساً غير صحي ومخيفاً بي”.
ويعيش حوالي 80 ألف صومالي في مينيسوتا. وقال رئيس بلدية مينيابوليس جاكوب فراي إن الغالبية العظمى منهم مواطنون أمريكيون.
“خوف غير ضروري”
ومعظم الصوماليين المولودين خارج الولايات المتحدة جاءوا كلاجئين بسبب الحرب الأهلية الوحشية التي استمرت عقوداً في الصومال، والتي أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص بدءا من عام 1991 وبدأت الولايات المتحدة في إصدار تأشيرات للاجئين الصوماليين في عام 1992.
وقوبلت حملة ترامب بشأن الهجرة في الغالب بالدعم العلني أو بالتجاهل من جانب الجمهوريين المسيطرين على مجلسي الشيوخ والنواب. وقال السناتور الأمريكي جون كيرتس وهو جمهوري من ولاية يوتا في حينه إن عمليات دائرة الهجرة والجمارك تؤدي إلى خوف غير ضروري في المجتمعات الأمريكية.
وأضاف لسي.إن.إن: “أعتقد أنه بقدر عدم شفافية دائرة الهجرة والجمارك، فإنها تجلب هذا الخوف إلى المجتمع، وعلينا أن نتخلص من هذا الخوف”. وشدد كيرتس عندما طلب منه التعليق على تصريحات ترامب المسيئة بحق الصوماليين على ضرورة بذل جهود أكثر بهدف جعل المهاجرين يشعرون بالترحيب وتحسين جودة حياتهم في الولايات المتحدة.
تحرير: عماد حسن



