
يدخل حيز التنفيذ في 8 شباط/ فبراير 2026 قرار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، يلزم مواطني دول تُعتبر تقليدياً حلفاءً للولايات المتحدة تقديم حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عند وصولهم إلى البلاد، ما لم يتم الطعن في القرار أمام المحكمة قبل ذلك. وبموجب خطط أعلنتها وزارة الأمن الداخلي مؤخراً، سيخضع المسافرون من 42 دولة، من بينها ألمانيا وإسرائيل وأسترالياواليابان، لنفس التدقيق الأمني المشدد الذي يخضع له بقية العالم منذ عام 2019. وحتى الآن، كان المسافرون من هذه الدول الـ 42 يتمتعون بإعفاء من التأشيرة، ما يعني إمكانية سفرهم إلى الولايات المتحدة لمدة تصل إلى 90 يوماً دون الحاجة إلى تأشيرة. وقد أصدر الرئيس الأمريكي القرار في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وسيلزم المسافرون بمشاركة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وأرقام هواتفهم خلال الخمس سنوات الماضية، وعناوين بريدهم الإلكتروني لعشر سنوات مضت، كجزء من إجراءات الحصول على تصريح السفر.
نظرياً، لا يمكن للحكومة الأمريكية الاطلاع إلا على المعلومات المتاحة للعامة، ما لم تحصل على مزيد من التفاصيل مباشرةً من شركات التواصل الاجتماعي، وهو أمر لم يُذكر كاحتمال في الوثائق. مع ذلك، تنص الوثائق على أنه سيتم إضافة البيانات البيومترية ومجموعة من البيانات الشخصية لأفراد عائلات المتقدمين إلى متطلبات الدخول عندما “يكون ذلك ممكناً”.
حماس وحزب الله
ويوضح ديفيد إليس، الخبير في السلوك الرقمي من جامعة باث بإنكلترا، لـ DW أن القرار يحتمل تأويلات فضفاضة، وأن عبارات وردت فيه مثل “مواقف عدائية” ربما تستخدم ضد أشخاص أعجبوا بمحتوى ما أو شاهدوه أو شاركوه، حتى لو لم يتفقوا معه. وتساءل: “ربما مر مستخدم تيك توك على مقطع فيديو يروج لآراء متطرفة، لكنه لم يشاهده إلا لثانية واحدة”. ويضيف: “ببساطة قد يقول الأمريكيون: لا يعجبنا استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي”، مما يُصعّب الأمور على من يرغبون في القدوم إلى البلاد بنوايا حسنة”.
يستخدم البرنامج أدوات مراقبة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لرصد الرعايا الأجانب في الولايات المتحدة من خلال مراقبة حضورهم على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الاحتجاجات. وقد حذَّر خبراء قانونيون ومنظمات حقوقية من أنَّ البرنامج يستهدف بشكل خاص الأفراد الذين يُبدون دعماً لمنظمات منصفة إرهابية من قِبَل الولايات المتحدة، مثل حماس أو حزب الله.
ويوضح ديفيد إليس، الخبير في السلوك الرقمي من جامعة باث بإنكلترا، أن “الذكاء الاصطناعي هو الذي سيستخدم؛ إذ أن الموارد اللازمة لتنفيذ الأمر يدوياً غير متوفرة على الإطلاق”.
مخاوف على مشجعي المونديال؟
وتُثار مخاوف من أن هذه التغييرات ستؤدي إلى إمكانية تتبع كل زائر للولايات المتحدة طالما رغبت الحكومة في ذلك. وخاصة أن مونديال كأس العالم 2026 على الأبواب. ويُعتبر مشجعو إيران وهايتي غير مرحب بهم بالفعل بسبب حظر السفر الذي فرضه ترامب. وصرح رونان إيفان، المدير التنفيذي لـ”منظمة مشجعي كرة القدم في أوروبا” (FSE)، بضرورة حماية حقوق المسافرين لحضور المباريات: “حرية التعبير والحق في الخصوصية من الحقوق الإنسانية العالمية… هذه السياسة تُرسخ جواً من المراقبة المُرعبة… ويجب التراجع عنها فوراً”.
أعده للعربية: خالد سلامة
Source link



