
في إطار التحركات الدبلوماسية الإقليمية، عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك اليوم الثلاثاء في قصر الاتحادية بالعاصمة القاهرة. اللقاء تناول بشكل موسع مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة تطورات الأوضاع في السودان والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان خلال الاجتماع، وفق ما أوردته مصادر إعلامية تابعة لمجلس السيادة، على أهمية ترسيخ العلاقات التاريخية بين السودان ومصر، والارتقاء بها بما يخدم مصالح الشعبين، مع التشديد على ضرورة التنسيق المشترك تجاه الملفات الإقليمية ذات الحساسية السياسية والأمنية.
رافق رئيس مجلس السيادة في زيارته إلى القاهرة وفد رفيع المستوى ضم وزير الخارجية والتعاون الدولي السفير محي الدين سالم أحمد، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، في تأكيد على الطابع الرسمي والاستراتيجي للزيارة. وخلال المباحثات، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على عمق الروابط الأخوية التي تجمع بين الشعبين، مؤكداً دعم مصر الكامل لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفضها لأي محاولات تهدد استقراره أو تسعى لتقويض مؤسسات الدولة الشرعية.
كما ناقش الطرفان الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف الحرب الدائرة في السودان، وأكدا أهمية دور الآلية الرباعية في دعم مسار التسوية السياسية، مع الإعراب عن أملهما في أن يسفر اجتماعها المقبل في واشنطن خلال أكتوبر الجاري عن نتائج ملموسة تسهم في وقف القتال وتحقيق الاستقرار.
الاجتماع الثنائي تطرق أيضًا إلى مستجدات ملف مياه النيل، حيث جدد الرئيسان رفضهما لأي إجراءات أحادية تُتخذ على النيل الأزرق دون مراعاة أحكام القانون الدولي. وأكدا تطابق مواقف البلدين تجاه قضية سد النهضة، مشددين على أهمية حماية الحقوق المائية المشتركة، وتعزيز آليات التشاور والتنسيق بين القاهرة والخرطوم في هذا الملف الحيوي. وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أن الرئيس السيسي شدد على وحدة الموقف المصري تجاه السودان، ورفض القاهرة القاطع لأي محاولات من شأنها تهديد أمن السودان أو تشكيل كيانات موازية للحكومة الشرعية. كما أكد الفريق أول البرهان من جانبه على أهمية التوافق الكامل بين البلدين في هذا الملف، وضرورة العمل المشترك لضمان استقرار المصالح المائية في المنطقة.
منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تتابع مصر عن كثب تطورات الأوضاع الميدانية، وقد عبّرت في أكثر من مناسبة عن دعمها لوحدة السودان وسلامة أراضيه، ورفضها لأي تدخل خارجي أو محاولات لتقسيمه. وتعمل القاهرة على دفع الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية، إلى جانب استقبالها مئات الآلاف من السودانيين الذين فرّوا من مناطق النزاع. وفي هذا السياق، أعرب رئيس مجلس السيادة السوداني عن تقديره للدور المصري المتواصل، مشيدًا بجهود الرئيس السيسي في دعم السودان خلال أزمته الراهنة، ومؤكدًا أن هذا الدعم يُجسّد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ويسهم في جهود استعادة الأمن والاستقرار.
شهد اللقاء حضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين، حيث شارك من الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، واللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة. ومن الجانب السوداني، حضر السفير محي الدين سالم وزير الخارجية، والفريق أول أحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات العامة، والسفير الفريق ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي سفير السودان لدى القاهرة، واللواء الركن عادل إسماعيل أبو بكر الفكي مدير مكتب رئيس مجلس السيادة. ويعكس هذا الحضور رفيع المستوى أهمية اللقاء في سياق العلاقات الثنائية، والتنسيق المشترك في الملفات الإقليمية ذات الأولوية.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
Source link


