اخبار السودان

مقاطع تظهر أسر قائد الفرقة السادسة وكبار الضباط في الفاشر

في تطور عسكري لافت، أعلنت قوات الدعم السريع في السودان عن إحكام قبضتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد معارك ضارية مع الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه. وأكدت مصادر ميدانية أن قوات الدعم السريع تمكنت من اقتحام مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة، وهو آخر معقل استراتيجي للقوات المسلحة داخل المدينة، قبل أن تعلن عن اعتقال قائد الفرقة، في خطوة اعتبرتها “نهاية للوجود العسكري الرسمي في الفاشر”. هذا الإعلان جاء بعد سلسلة من العمليات العسكرية المكثفة استمرت لأشهر، وشهدت تصعيداً غير مسبوق في وتيرة الاشتباكات داخل المدينة ومحيطها.

اعتقال القائد

قوات الدعم السريع اعتقلت قائد الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، بعد سيطرتها على مقر القيادة العسكرية في الفاشر. ولم تُكشف هوية القائد المعتقل بشكل رسمي، إلا أن مصادر محلية أكدت أن العملية تمت بعد انهيار خطوط الدفاع الرئيسية للجيش داخل المدينة. ويُعد هذا الاعتقال تطوراً نوعياً في مسار الصراع، إذ يمثل ضربة قوية للقيادة العسكرية الحكومية في دارفور، ويعزز من موقف الدعم السريع في معادلة السيطرة على الإقليم.

في تطور ميداني بالغ الخطورة، تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر لحظة أسر قائد الفرقة السادسة مشاة اللواء الركن محمد أحمد الخضر، إلى جانب قائد ثاني الفرقة العميد الركن محي الدين عثمان صالح، وذلك عقب المعارك العنيفة التي شهدتها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وتأتي هذه المشاهد بعد ساعات قليلة من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مقر القيادة العسكرية في المدينة، في عملية وُصفت بأنها من أكبر التحولات الميدانية في الإقليم منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023. وتُظهر المقاطع عدداً من الجنود والضباط التابعين للفرقة وهم في قبضة القوات المهاجمة، وسط غياب أي تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن هذه التطورات.

سقوط القيادة

عملية السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة في الفاشر تمثل نقطة تحول استراتيجية في مسار الصراع العسكري في دارفور، إذ كانت هذه القيادة تُعد آخر موقع عسكري رئيسي للجيش السوداني داخل المدينة. إعلان قوات الدعم السريع عن بسط نفوذها الكامل على المقر جاء بعد سلسلة من الاشتباكات الضارية، تخللتها عمليات قصف مكثف وتقدم بري واسع، ما أدى إلى انهيار الدفاعات الحكومية في قلب المدينة. هذا التقدم الميداني يعزز من موقع الدعم السريع في الإقليم، ويضع الجيش السوداني أمام تحديات غير مسبوقة في الحفاظ على ما تبقى من نفوذه العسكري في دارفور.

غياب رسمي

رغم تداول المقاطع المصورة على نطاق واسع، لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بشأن مصير اللواء الخضر أو العميد محي الدين، كما لم تُعلّق القوة المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح على الحدث. هذا الصمت الرسمي يثير تساؤلات حول حجم الخسائر التي تكبدها الجيش في الفاشر، ويعكس حالة من الارتباك في التعاطي مع التطورات الميدانية المتسارعة. ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه قيادات الدعم السريع تأمين المدينة بالكامل، ودعت المدنيين إلى العودة إلى منازلهم، في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض.

انهيار الدفاعات

جاءت عملية السيطرة على الفاشر بعد أسابيع من التقدم الميداني لقوات الدعم السريع، التي كثّفت هجماتها على مواقع الجيش السوداني في المدينة، مستهدفة النقاط الحيوية مثل السوق المركزي، ومقار الحكومة المحلية، والمرافق العسكرية. وأظهرت تسجيلات مصورة تداولتها منصات التواصل الاجتماعي انتشاراً واسعاً لعناصر الدعم السريع داخل المدينة، وسط غياب شبه كامل للقوات الحكومية. هذا الانهيار السريع في الدفاعات أثار تساؤلات حول قدرة الجيش على الحفاظ على وجوده في دارفور، خاصة بعد خسارة مواقع استراتيجية في مدن أخرى خلال الأشهر الماضية.

تداعيات إنسانية

سيطرة الدعم السريع على الفاشر تثير مخاوف متزايدة بشأن الوضع الإنساني في المدينة، التي تستضيف عشرات الآلاف من النازحين الفارين من مناطق النزاع في دارفور. وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير متكررة عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الدعم السريع في مناطق سيطرتها، من بينها عمليات قتل خارج القانون، واعتقالات تعسفية، وتدمير للبنية التحتية المدنية. وتطالب منظمات دولية بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة في حال استمرار العمليات العسكرية دون تدخل دولي فاعل.




Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى